محاولة فلسفية حول النمذجة للشعب العلمية

السؤال: هل في تعدد النماذج اثراء للعلم ؟

مقياس اصلاح باكالوريا 2019.

المقدمة:

التمهيد :

 الاشارة الى صعوبة تحديد قيمة العلم اليوم بفعل غلبة نشاط النمذجة داخله وما ينتجه ذلك من تعدد في النماذج وما يثيره هذا التعدد من اسئلة واحراجات ابستيمولوجية وفلسفية .

الاشكالية :

اذا كان واقع العلم قائما على تعدد النماذج , فهل يفضي ذلك الى اغناء العلم ام الى تفقيره ؟

اللحظة الثانية : بلورة الاجابة على السؤال المطروح وفق التمشي التالي :

أ- في اعتبار ان تعدد النماذج اثراء للعلم :

تحديد دلالة النموذج وذلك ببيان انه : 

-انشاء تمثل لنسق واقعي او افتراضي مهما كان شكل التمثل .

-او بناء تخطيط او تصميم او رسم موجه .

اعتبار النموذج صورة مبررة منطقيا ورياضيا او تجريبيا لتأويل الانساق المادية او الافتراضية طلبا للفهم او التأويل والتحكم .

ب - التأكيد على تعدد النماذج داخل نفس المجال العلمي وذلك ببيان :

-النسق الواحد يمكن ان يبنى بشأنه اكثر من نموذج (مثال تعدد نماذج الذرة في الفيزياء...)

ان الانتقال من باراديغم المعرفة الموضوع في اتجاه باراديغم المعرفة المشروع ادى الى الخروج من منطق وحدة النظرية والنموذج الاوحد الى منطق كثرة النظريات وتكثّر النماذج .

ج - بيان ان صناعة النماذج وتعددها اثراء للعلم من خلال التاكيد على :

-ان انفتاح الممارسة العلمية على النمذجة غيّر تصورنا لشروط علمية العلم وبنية القول العلمي .

- استعادة دور الذات وفق منطق التفاعلية الذي ادى الى تعدد النماذج بتعدد منظورات الذوات وغاياتها والفاعلين في الانساق هو الذي مكن العلم من الانفتاح على ممكنات اوفر للفهم والفعل والتحكم .

-تعدد المعايير في علاقة بالحكم على القيمة النظرية للنماذج وتأويلها دلاليا وتركيبيا (الانسجام, الاتساق الداخلي , الملاءمة , التحقق , المقبولية , الدحض , الاحتمالية , النسبية ) , حرر العلم من معايير العلمية الكلاسيكية التحليلية ( الموضوعية , التفسير , السببية ...).

تعدد المعايير العلمية على المستوى التداولي في علاقة بتعدد النماذج النظرية التي تستبطن رهانات العقلانية الاداتية ومعاييرها ( الانتاج . الانتاجية , المردودية , السرعة , الاقتصاد في المجهود ...) 

- ان العلم لم يعد معنيا باكتشاف الحقائق المطابقة للواقع بماهو معطى , واحد , ثابت كما ترسخ ذلك ضمن الباراديغم الوضعي وانما اصبح يصنع نماذج تبسيطية او اختزالية او افتراضية خيالية .

2 تنسيب اعتبار تعدد النماذج اثراء للعلم : 

ان في تعدد النماذج ما يفضي الى سجال تاويلات قد ينتهي بدوره الى ريبية تربك كل نشاط علمي او تحد من قيمته .

- في ثراء وتقدم الجانب التطبيقي المرتبط بالعقلانية الاداتية الملازمة لتعدد النماذج اغفال او اهمال للجانب النظري والتأسيسي للعلم .

- تضخّم مطلب النجاعة والفاعلية والنزعة البراغماتية المقترنة بكثرة النماذج , قابله تهميش لمطلب المعنى والقيم الانسانية في تعدد ابعادها .

- ليس من البداهة المراهنة على تطور العلم بتعدد النماذج النظرية والصناعية كسبيل لتحقيق الافضل انسانيا وايتيقيا .

-تعدد النماذج يقترن باستراتيجيا الاهمال وهو ما قد يفقد العلم قدرته على معرفة الواقع في كليته .

- تعدد النماذج قد يفقد العلم صلته بمطلب الحقيقة .

لحظة ثالثة : استخلاص الموقف وابراز قيمته كأن نبيّن :

- ان التعدد الملازم للقول العلمي في ضوء ابستيمولوجيا النمذجة يحرر العلم من ازماته ويوفر له ادوات فعل وتحكم , لكنه قد يورّط العلم داخل لعبة التوظيف الايديولوجي والسلطوي وهو ما يدعو الى ضرورة توجيه العلم في خدمة انتظارات الانسان المتعددة .

- او ان النماذج علامة خصوبة العقل العلمي وقدرته على الخلق والابداع شرط تأطير هذا التعدد ايتيقيا واستثماره انسانيا وكونيا .